dimanche 25 décembre 2011




لقاء دولي حول "سيرة الشهداء عند السريان"
***
          بتاريخ 18 نوفمبر سنة 2011 انعقد في باريس تحت إشراف "مجلس الدراسات السريانية" اللقاء الدولي التاسع تحت اسم"سيرة الشهداء عند السريان". واشترك في هذا اللقاء أكثر من 110 مستشرقا وباحثا وأستاذا في الدراسات السريانية، لقد قدموا من أميركا وانكلترا وألمانيا و بلجيكا وايطاليا وفرنسا ومن الدول الاسكندينافية والهند (ولاية كيرلا). وحضر من الشرق من أساتذة وباحثين لبنانيين.
     دار البحث  حول أهمية سير الشهداء لدى كافة الكنائس السريانية في الفترة الساسانية والفتح الإسلامية وفي العهود اللاحقة.وكان شهداء المشرق رمزا للشجاعة وللإخلاص لمبادئهم السامية.
كان هذا اللقاء التاسع ناجحا بنوعية مداخلاته الرفيعة وبكفاءة المُحاضرين المشهورين الذين أبدعوا بمداخلاتهم بأسلوب حديث وبوسائل رقمية.
     حضر واشترك بفرح كبير بعض شباب شعبنا الكلداني السرياني الأشوري المقيمين في باريس وفي بروكسيل، وابدوا فرحا كبيرا للقيام بهذا المؤتمر العالمي.
وقرر المؤتمرون بان ينعقد في باريس اللقاء العاشر، ويكون موضوعه "فن العمارة لدى السريان".
 تمكن المشاركون اقتناء كتاب "التصوف عند السريان "      

افرام عيسى يوسف  باريس



dimanche 11 décembre 2011




  آثارمدينة الزعفران وديرها العريق قرب زاخو

      في شهر أيار الماضي سنة 2011 قمت بزيارة إلى الوطن وكانت رغبتي الإطلاع على المواقع العريقة التي سطعت كنجوم لامعة في القرون الماضية، وكان من بين أهدافي زيارة مدينة الزعفران وديرها الشهير الذي ليسى بعيدا عن مدينة زاخو.  كنت قد قرأت عنها كثيرا، لكن لم أتمكن من زيارتها سابقا والتعرف على مكانها وعلى آثارها.  لذا طلبت من أستاذ خالد حسين المقيم في زاخو والذي كان قد زار الموقع سابقا  بان  يرافقني لاكتشافها..
      في  يوم   19ايار  غادرنا مدينة زاخو وأخذنا الطريق الرئيسي باتجاه الموصل وبعد عبورنا كلي بيخير ( الجبل الأبيض ) أخذنا طريقا فرعيا غير مبلط، ثم وصلنا إلى قرية "كولي"، وبعد مرورنا بمسافة 5 كيلومترات بدأنا نتسلق طريقا وعرا وقاسيا باتجاه مرتفعات جبل الأبيض  . وأخيرا وجدنا أنفسنا أمام سور لمدينة وبالقرب من بوابتها الشرقية، إنها مدينة الزعفران التي حلمت سابقا بزيارتها والإطلاع على معالمها وآثار. تبعد عن زاخو بحوالي عشرين كيلومترا، إنها ملتحمة بالجبل الأبيض. لاحظتُ في الموقع آثارا للقلعة القديمة وأسوارا بارزة وبقايا من دير كبير لرهبان كنيسة المشرق. الموقع مهجور و مهمل ومتروك تحت رحمة الأقدار. وكانت الإزهار الموسمية سيدة المكان وتعبق التلال والجبل المحيطة بها بعبيرها المنعش.
     كان العشب يسيطر بزهو واضح على الموقع وأشجار الربيع تتبجح بجمال براعمها  و أغصانها الزاهية.
      بدأتُ بجولة داخل أثار هذه المدينة العريقة التي تلتصق بالجبل لأنها بمنية على سفح جبل، وفي أعالي المدينة قلعة ما زالت أثارها بارزة، وهناك أيضا بعض أقسام من حيطانها المشيدة بالحجارة ما زالت قائمة رغم كوارث الزمن. إن أجزاء كبيرة من بقايا المدينة مبنية فوق منحدر ليس بعيدا عن نهر دجلة أكثر من 5 كيلومترات. و هناك آثار قبور محفورة في الصخور وقنوات مياه وشوارع، إنها مدينة نائمة تريد الانبعاث والاكتشاف.
      بدأتُ أتجول في داخلها   لمعرفة موقع دير الزعفران الشهير المعروف باسم "دير افنيمارن"،الذي يقع في السفح الجنوبي من الموقع.
إن مؤسس هذا الدير هو الراهب افنيمارن من كرخ سلوخ، ولد في نهاية القرن السادس الميلادي. عاش راهبا في "دير  عابي" تم غادر هذا الدير واختار سفح جبل بيخير وبنا فيه ديرا واسعا وجميلا فاجتمع حوله عدد كبير من الرهبان التابعين لكنيسة المشرق. وسطع بريق نجم الدير بحيث نزل فيه الخليفة المعتضد عام 895 حينما كان يمرّ بهذه المنطقة.
      وبعد وفاة افنيمارن جاء بعده رؤساء بارزون اغنوا الدير بالإنتاج الروحي والديني.  يذكر ياقوت الحموي في القرن 13 عشر بان الدير كان عامرا وثريا برهبانه وأراضيه.
     تركتُ المكان املأ بان تقوم يوما ما، مديرية الآثار بحماية وصيانة الموقع وتباشر بالتنقيب وإبراز أثار هذه المدينة وديرها الشهير.
      وقبل مغادرتي الموقع أخذت زهرة من شقائق النعمان ووعدتها بان لا انسها أبدا.

افرام عيسى يوسف
باريس  فرنسا