mercredi 28 décembre 2016





Colloque international

المؤتمر الدولي حول المسيحيين والإيزيديين

الجمعية الوطنية الفرنسية تعترف بالإبادة الجماعية للمسيحيين والايزيديين


http://www.senat.fr/leg/ppr16-125.html

 تم تنظيم هذا المؤتمر في مجلس الشيوخ (قصر لوكسمبورج، قاعة كليمنصو)     المعهد الكردي:  بمبادرة المعهد الكردي في باريس، يوم الجمعة بتاريخ 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2016.

 












  
وكنتُ قد التقيتُ قبل بضعة أيام من ذلك بمدير المعهد الكردي، السيد كندال نيزان وتناقشنا سوية مفكرين عما يمكن أن نقوم به لتخفيف المعاناة عن مسيحيي الموصل وسهل نينوى وعن الإيزيديين، لان جمعهم الان ضحايا الدولة الإسلامية. وكلفني بأن أقوم بالاتصال بالمكون المسيحي وطلب مني ايضا توجيه دعوة للأساقفة العراقيين الذين يديرون شؤون كنائسهم في سهل نينوى ويقاسون الامريين من الداعشيين.
قمت بالاتصال بسرعة بالاسقفين بطرس موشيه مطران ابرشية الكنيسة السريانية الكاثوليكية في الموصل وقرقوش وميخا مقدسي مطران الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية لأبرشية القوش.
وكلف المعهد بتغطية مصاريف سفرهما وإقامتهما في باريس. ووافقا كليهما على للمجيء إلى باريس وعرض المعاناة التي عاشها المسيحيون الذين تعرضوا للاضطهاد منذ عام 2004 من قبل المتشددين الإسلاميين ومن قبل لمنظمات المرتبطة بتنظيم القاعدة.
اجل، لقد تعرض المسيحيون منذ عام 2004 إلى الاستهداف من قبل الأعضاء السابقين في حزب البعث الذين سلكوا طريق الإسلاميين المتشددين. وقد تضاعفت أعمال القتل المتكررة لإرهابهم وإجبارهم على مغادرة بلدهم من قبل الجهاديين، الذين كانوا يقولون لهم بأن العراق هو أرض الإسلام وبأن المسيحيين لا يملكون حق العيش في ربوعه.

وقد تعرض عدد زاد عن 1026 شخصا ما بين عامي 2004 و 2016 إلى القتل بدم بارد، بسبب كونهم مسحيين فقط. كما أن هذا الإرهاب قد مس كنيسة العراق باعتبارها تمثل مؤسستهم الدينية. فقد تعرض الأب السرياني الأورثوذوكسي بولص اسكندر إلى الاغتيال في الموصل بتاريخ 11 تشرين الأول/أكتوبر 2006، كما هو الحال بالنسبة إلى الأب الكلداني رغيد كنّي الذي قُتل برفقة أربعة مسيحيين كانوا يساعدوه في أعماله الدينية.

كما تعرض رئيس أساقفة الموصل بولص فرج رحو بتاريخ 22 شباط/فبراير 2008 إلى الاختطاف وأخذ رهينة. وتم العثور على جثته بتاريخ 13 آذار/مارس مرمية داخل مزبلة عمومية.
وتعرضت مدينة بغداد إلى الاستهداف حيث فقد الأب السرياني الأورثوذوكسي  يوسف عادل عبود حياته بتاريخ 6 نيسان/أبريل بطريقة مأساوية عندما قتل برفقة زوجته.
وقد إقتحم متطرفون إسلاميون مرتبطون  بتنظيم القاعدة بتاريخ 31 تشرين الأول/أكتوبر 2010 فناء كنيسة سيدة النجاة في بغداد أثناء الاحتفال بقداس يوم الأحد آخذين كافة المؤمنين رهائنا فيها، وسال بحر من الدماء داخل الكنيسة حيث تم إحصاء 58 قتيلا و78 جريحا . وكان من بين الضحايا رجلا دين للسريان الكاثوليك وهما ثامر عبدا ووسيم صبيح. وقد تعرض عدد بلغ 61 كنيسة ودير إلى التهديم على كامل الاراضي العراقية

في شهر حزيران/يونيو 2014، احتل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) المنبثق من تنظيم القاعدة ومن أعضاء حزب البعث السابقين، مدينة الموصل وأقام الخلافة فيها. واضطرت الأقليات الوطنية إلى دفع ثمن باهظ نتيجة تهجيرهم  واحتلال أراضيهم من قبل هذه المجموعات الإرهابية. حيث تعرض الإيزيديون إلى الإبادة ونساؤهم إلى البيع في سوق النخاسة مثلهم مثل قطيع من الحيوانات. ووجد مسيحيو سهل نينوى (130000 نسمة تقريبا) أنفسهم مكرهين إلى الهرب، تاركين بذلك منازلهم وكافة أملاكهم واللجوء داخل المخيمات في أربيل حيث مازالوا يعيشون بصعوبة بالغة.

طرحت المناقشات الجارية هذا اليوم في مجلس الشيوخ سؤالا هاما: ماذا سيكون وضع ومستقبل المسيحيين والإيزيديين بعد انتهاء معركة الموصل التي بدأت على يد القوات الأمريكية والجيش العراقي وحلفائهم بتاريخ 17 تشرين الأول/أكتوبر 2016 ؟ انه أمر حيوي. اذ تم تحرير منذ هذا التاريخ عدة قرى ومدن مثل قرقوش وبرطلة وتل أسقف وبحشيقا وبطناي...

بدأ أولا المطران بطرس موشي مداخلته في قاعة كليمنصو الشهيرة امام جمهور غفير، شارحا بأنه كان قد التقى فرانسوا هولاند رئيس الجمهورية الفرنسية فرانسوا هولند وفرانسوا فيلون، للتحدث معهما عن مشكلة مسيحيي العراق.
طالب بالحصول على مساعدة دولية قائلا: "نحن بحاجة إلى حماية دولية أو على الأقل إلى هيئة دولية قادرة على تأمين العيش لنا بسلام وأمان... نحن نريد ضمانا من البلدان الغربية لكي تؤمن السلطة المركزية العراقية مستقبلنا و الحصول على حقوقنا والدفاع عن أنفسنا.  وقال "نظرا إلى الحالة القاسية في وضعنا الحالي، نلتمس منكم القيام بكل ما هو ممكن لإيجاد حل لنا"...
من جانبهم، أظهر الكرد تعاطفا معنا وفتحوا أبواب كردستان العراق واسعة أمامنا (اللاجئين المسيحيين).
وأضاف قائلا: " لا يملك شعبنا القوة والجرأة على العودة إلى أراضيه بدون حماية حقيقية. انه يفكر دائما بالهجرة إلى الخارج. ونجد أنه من الحكمة والحذر عدم الطلب من المسيحيين بالعودة إلى أراضيهم في هذه الظروف الشديدة."
 واردف "كيف يمكن إعادة الحياة إلى سهل نينوى" ؟  لقد تم تحرير القرى والمدن، ولكنها منهوبة ومسلوبة ومدمرة. لقد أدى قلة الماء والطاقة والخدمات والمدارس والمستشفيات والأمن والعمل إلى جعل عودة هذا الشعب المتأصل عملا صعبا. كما أن من الصعوبة علي المسيحيين العيش بجوار جيرانهم العرب المحليين الذين كانوا يعقدون معهم في السابق علاقات جيدة. لأنه وشوا بهم وسرقوا ونهبوا أملاكهم.
كما أن إزالة الألغام تشكل عقبة رهيبة، حيث أدت هذه الألغام إلى قتل عدد هام من الأشخاص.  
وطالب المطران بطرس موشي أيضا إنشاء "كانتونات مرتبطة بالكانتونات الإيزيدية داخل هذه المحافظة الكبيرة بصلاحيات الإدارة الذاتية. ومن الممكن أن تكون هذه المنطقة عندئذ مرتبطة بإقليم كردستان أو بالحكومة المركزية في بغداد."

و بعد ذلك تحدث المطران مقدسي عن الوضع المأساوي لابرشيته الكلدانية ، حيث تعرض العديد من القرى إلى الاحتلال والتدمير واضطر السكان إلى اللجوء في كردستان العراق. وركّز على قيام دولة عراقية قادرة على ضمان حقوق كافة مواطنيها. وطلب تقديم الدعم لإعادة إعمار مدينة تل أسقف وبطناي والقرى الواقعة في سهل نينوى.

وتحدثت السيدة فيان دخيل، النائبة الإيزيدية في البرلمان العراقي عن إبادة الإيزيديين في سنجار وفي سهل نينوى وعن أعمال قتل واختطاف واغتصاب النساء اللواتي تم بيعهن في أسواق الموصل والرقة، على شكل نساء مستعبدات جنسيا. وقد هزت مداخلتها المثيرة مشاعر الجمهور. وقالت بأن المشاكل سوف تدوم حتى بعد استعادة الموصل من قبل الجيش العراقي، إذ أن العقلية العدوانية والمشبعة بالكراهية تجاه الإيزيديين والمسيحيين لم تمت وأن إيديولوجية تنظيم داعش ما زالت قائمة في العراق.

وبدوره، تطرق السيد بيرنار كوشنير وزير الخارجية السابق في حكومة نيكولا ساركوزي، إلى الحالة المأساوية لهؤلاء اللاجئين المسيحيين والإيزيديين قائلا: " لقد كنت أحد المطالبين الكبار بحق التدخل، ولكن زمن تدخل القوات الدولية قد انتهى. والسلطات لا تريد مثل هذا التدخل بعد اليوم. وسوف أكون معكم للمطالبة به، ولكنه لم يعد ممكنا لدى الناس. للأسف الشديد  ان واقع البلدان الغربية قد تغير."

لاحظتُ خيبة الأمل سادت على وجوه المطرانين العراقيين وعلى ممثلة المكون الإيزيدي الذين بدا على ملامحهم شعور بأن طلبهم في الحصول على الحماية الدولية قد يبقي افتراضيا. إذ أن مصيرهم سوف يستمر في الاعتماد على السلطات العراقية والكردية، التي أرادت تسوية نزاعها واهتمت بمصالحها أكثر من اهتمامها بمصالح ببقية المكوانت.

على أن ممثلي حكومة إقليم كردستان، السيدان عدنان مفتي، الرئيس السابق للبرلمان الكردي وعلي  دولومري، ممثل حكومة كردستان في باريس، أكدا أن الكرد يعيرون اهتماما خاصا بالجماعتين الإيزيدية والمسيحية و أن المسؤولين الكرد ينوون مساعدتهم وتأييدهم في مطالبهم المشروعة.

حضر عدد كبير من السياسيين والشخصيات البارزة في قاعة مجلس الشيوخ. وتحدث أحد الأعضاء في المجلس هو السيد إيف بوزو دي بورغو بدوره. وتطرق إلى التنافس الحاد السائد بين الطائفتين الشيعية والسنية في هذه المنطقة من الشرق الأوسط، ومن الضروري مساعدة القوى العلمانية، وضمان التوازن الاقتصادي والسياسي والاجتماعي بين مختلف المجموعات وحمايتها. وقال بأن مجلس الشيوخ يدرس الان عدة حلول بهذا الاتجاه وأنه سوف يقدم قريبا اقتراحات بهذه الصدد.

وقد كان حضور المواطنين من "الآشوريين الكلدان السريان" بالطبع كبيرا في قاعة مجلس الشيوخ، كليمنصو.

و كنت قد اتصلتُ بوسائل الاعلام الفرنسية المشكورة على عقد في نهاية هذه الندوة مؤتمرا صحفيا مع المطرانيين العراقيين، ولكن جدول أعمالهما المحدود لم يتيح لهما للأسف الشديد القيام بذلك.

على أن مستقبل الأقليات في هذه المنطقة من الشرق الأوسط يبقي للأسف غير أكيد وغامض، إذ أن الصعود المتنامي للتيار الديني المتشدد يثير القلق ولا يساعد على إعادة تسوية الأمور وحماية المسيحيين والايزيديين.

****
 الجمعية الوطنية الفرنسية تعترف بالإبادة الجماعية للمسيحيين والايزيديين


  بعد جهود كثيفة وقيام بحملة إعلامية مركزة من قبل بعض المفكرين والسياسيين البارزين والاعلامين المهتمين بمصير المسيحيين والايزيديين في بلاد الرافدين، أدى ذلك الى اعتراف الجمعية الوطنية الفرنسية بالإبادة الجماعية التي طالت وجود المسيحيين والايزيديين في العراق وسوريا. انها مبادرة عظيمة

بتاريخ 6 نوفمبر اعتمدت الجمعية الوطنية الفرنسية قرار الاعتراف الرسمي بالإبادة الجماعية للأقليات الدينية في سوريا والعراق من المسيحيين والايزيديين. نقدر موقفهم الشريف وستحفظ ذاكرة شعبنا تلك المبادرة.
 والشكر لجميع اعضاء المجلس الوطني الفرنسي. امامنا المرحلة القادمة والسير لتحقيق هذا القرار التاريخي. 
أفرام عيسى يوسف
Ephrem Isa YOUSIF
65 rue Villeneuve
92110 Clichy – France