آراء






افرام عيسى يوسف السناطي

  بقلم : جبرايل ماركو
http://www.ankawa.com/forum/index.php?
topic=492437.0;wap2

تصفح المقال


العلامة الكبير
البروفيسور
افرام عيسى السناطي
بقلم : جبرايل ماركو Marko Gabriel

لو يعود الامر لي أن أختار بين صفاتِ البروفيسور افرام عيسى السناطي العديدةِ، صفةً واحدةً أختصر بها أبعاد شخصيته المتنوعة، لقلت إنه المبدع المعطاء. ولكن ليست هذه السمة أسمى سماته، بل هي، في رأيي الشخصي، الموئلُ النفساني، لا بل الفلسفي، الذي تجد فيها السمات التي أهلته لدورِه التاريخي في اهم مرحلة سياسية يمر .بها شعبنا في تأريخه المعاصر في العراق.

ناهيك عن موقعِه العالمي والمعرفي في توثيق تأريخ شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ودور ثقافته وتراثه السرياني في الترجمة والعلوم والادب. والاهم من ذلك تأكيده العلمي على وحدتَها ومنبعَها ومبررَ وجودها النهريني.
وليس المقصودُ هنا ابدا كرمه المادي وحسب، بل شيمةُ الضيافةِ والعطاءِ في المجالات كلها بما هي مشيئةٌ وقدر. والتجدد والتجديد وجهان من وجوه هذا الكرم والعطاء الرحب. وكذلك الابتكار والخلق  والابداع. والحفاظ على التراث القومي  والوطني أيضا

البروفيسور افرام عيسى السناطي هو عصارة سنين غابرة. وخلاصة ذكريات حميمة مع الحضارة والثقافة والتراث القومي والوطني. نثر من جنان خواطره كلمات كان لها أثر كبير في نفوس قارئيه واصدقائه ومعارفه والمحيطين به. 
ما كان له فضل 

الكبير في إذكاء شعلة العلم والمعرفة لتوثيق نهضة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري 
الحضارية والثقافية والتراثية والسير بها قدماً الى الامام.

مازال السناطي يفتح قلبه الكبير لمعارفه ويحرص على اقامة صلات وثيقة معهم بما عُرف عنه من البساطة وكرم النجار ونبل الشيم والاخلاق العالية. رجل لا تستطيع إلاّ أن تنجذب اليه لتعرف ما لديه. فتتحدث معه بكل عفوية. رجل حفلت مسيرة حياته بأهم الذكريات والأحداث السياسية المعاصرة. لأنه تقلّب في العديد من المناصب والمراكز وخبر الناس في كل المراتب والمواقع. إنه تأريخ بحد ذاته يرويه جيداً كأنه يحفظه عن ظهر قلب.

يكفينا شرفا وفخرا واعتزازا وذخرا بان البروفيسور افرام عيسى السناطي تبوأ ويتبوأ اليوم منصبا مهما في ثاني أكبر دور النشر الفرنسية. وان بلدية باريس كرمته أكثر من مرة على ابداعاته وانتاجاته الفكرية والثقافية والتراثية. تتشرف بدعوته اهم المعاهد 

والمؤسسات الدولية وعلى رأسها منظمة اليونسكو الثقافية للإلقاء المحاضرات القيمة حول دور واهمية الثقافة والتراث في بناء شخصية الانسان.
 نعم السناطي قيمة علمية ومعرفية مهمة على صعيد الاستشراق وكل المستشرقين في العالم. عرفته أكثر القاعات الاوربية شهرة. محاضرا واستاذا ورئيسا لإدارة جلسات مؤتمرات عالمية وشرق اوسطية. لكن مع الاسف الشديد تجهله اغلب مؤسساتنا القومية والروحية على صعيد الوطن والمهجر

يستقبلك العلامة افرام عيسى السناطي في كل كتبه. فيرحب بك وينوّرك ويسخى عليك بالآراء والمعلومات والتحاليل دون أن يتوانى عن سؤالك كيف ترى إلى المسائل عينها. فالكرمُ والعطاء الغير محدود والاخلاق وبساطة النفس ليست في الهدايةِ وحسب. 
بل هو في المشورة واحترام المحاور ومناقشةِ آرائه بما يلزم من الجدية والاهتمام. وما أن يحين موعد المغادرة حتى يبادرَ صاحبُ الدار إلى إهدائك ما فاته عرضُه في اللقاء. أو ما يكمّله ويتعدّاه إلى ميادين أخرى. فيقدّم لك كتبَه وما افتخر به من منشوراته أو حتى ما لفت انتباهه من منشورات غيره إذا رأى في ذلك ما يخدم فكرةً أو تراثا أو قيمة من القيم المعرفية.

ومن مفاهيمه الاساسية احترامِ المواهب المكرّسة واعتمادِها أساسا ثابتا في اكتشاف المواهب. وامتحانِها عبر إتاحة الفرص لها. وتوظيفها. وإبراز الاسماء الجديدة وإيلائها المساحةَ الجديرةَ بها وإيفائها حقها من الوجوه كافة. ليست هذه الاخلاق والقيم 

والابداعات إذاً من باب التحديث والمنافسة والسعي للنجاح المهني فحسب، بل قد تكون في الوجه الأسطع من وجوهها. صادرةً عن كرمٍ واثقٍ بالنفس.
أمينٍ تجاه الآخرين، واثقٍ بأمانتهم. غير خائف من غيّ أو حسد. وأمين على المهنة كريم تجاهها. لذا ترى البروفيسور افرام عيسى السناطي محاطا بأصدقاءَ من أجيال مختلفة، ومهن متنوعة. وفي طليعتهم الزملاء ممن عملوا معه في جميع الميادين أو في بدايات مراحل الدراسات العليا. وأكملوا المشوار على دروب أخرى غالبا ما أصابوا فيها نجاحات مهمة. وترى أيضا بين الاصدقاء والزملاء أصحاب السياسية والادب واللغة السريانية.

 ويحز في نفسي كثيرا لأنه لم يتم دعوته الى الوطن حتى الان من اجل ان يكرّم كأحدٌ كبارَ شعبنا الكلداني السرياني الاشوري كرجل للعلم والمعرفة بين ابناء جلدته وفي مسقط رأسه. في الوقت الذي يحفظ كل المستشرقين الأجانب الود والاحترام والوقار للعلامة افرام عيسى السناطي. وكل أولئك الذين وجدوا فيه الزميل العارف والشارح وفاتح الأبواب الموصدة، الأخَ والأبَ، وبيتا يفدون إليه فيشعرون فيه بأنهم أصحابُ الدار.

وما المكانُ والمكانةُ اللذان اولاهما البروفيسور افرام عيسى السناطي في حياته، للفكر والمعرفة والآداب والفنون والريادة والتجديد في حقولها منذ مطلع التسعينات. الذي بفضله أصبح عرفا وتحصيلا حاصلا في دور النشر الفرنسية والعربية والتركية لاحقاً. نعم انه من باب الحداثة والثقافة الذاتية والجماعية والسبقِ المهني وحسب. بل هو أيضا من باب حسن الضيافة والكرم على الذات وعلى الآخرين. كباراً في ميادينهم وميادين في كبارهم.

والاهم من ذلك العناية الفائقة بالتراث الثقافي والتأريخي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري التي أفرد لها السناطي بابا واسعا في مسيرته التوثيقية وفي محاضراته ودراساته وفي كل المؤتمرات العالمية التي شارك بها. ناهيك عن الجهود المبذولة والمتابعة المستمرة لكل التطورات التي تجري في الوطن والعالم... وما يعطيه من ذاته ومن وقته ومن رصيده لتنجز الأمورُ على خير وجه. ويختفي داخل السعادةِ التي يبديها عند الجهد والفعل والنتائج. افرام عيسى السناطي سخي على الماضي كما هو كريم على الحاضر والمستقبل.

ويحرص ويفيض البروفيسور افرام السناطي جودا وعطاءً بتفاؤله المستمر بالحياة. وتفاؤله الخاص بالوطن العراقي وبالإنسان والإنسانية. ففي أحلك أعوام العقدين الأخيرين، يوم كان الوطن وشعبنا الكلداني السرياني الاشوري وكيانه القومي يمران بأصعب الظروف التي كان يبدو للبعض انهم قد أصبحوا في مهب الريح. لم يشّك لحظةً واحدة بانتصار الأول القريب وبديمومة الثاني. مرسخا هذا التفاؤل في التأريخ والجغرافيا والمواثيق الدولية وقوة الحق وانتصار القانون. مع اعتماده -في بعده 
الأعمق-على الإيمان بالعمل وعلى الايادي المخلصة والوفية للقضية وللوطن. وبالقدرة 
الدائمة على مواجهة قوى الظلم والظلام وهزيمتها.

وفي كل كتبه التي نشرها باللغة الفرنسية والعربية والتركية ركز كثيرا على اتاحة المجال امام القارئ الاوربي والعربي والتركي للاطلاع على عظمة تأريخ وحضارة وثقافة وتراث الشعب الكلداني السرياني الاشوري الضاربة الجذور في عمق ارض بلاد ما بين النهرين. تلك الكتب التي تسابقت على ترجمتها أكبر دور النشر العربية والتركية في مصر ولبنان وسوريا وتركيا. لهذ تجد العلامة افرام السناطي يدعونا دوما الى الحزم والعزم والتجاسر ومحاربة اليأس والحزن والتشاؤم. فقد يكون المتشائم كريماً بآرائه. لكنه ضنينٌ بذاته وقدرته وقواه. وبخيلٌ بما يخبئه القدر من رياحَ مؤاتية. لان الانسان المتفائلُ يعرف تمام المعرفة أن لرؤياه ثمنا. وأن هذا الثمنَ يأتي على حساب راحته وثروته وحياته وبالمجازفة بها. لكن هذه الرؤيا وهذه المغامرة تكرسانه صانعا لا مصنوعا. غالبا لا مهزوما. قادرا لا عاجزا.
وقديما قال المتنبي:

 لولا المشقةُ ساد الناس كلّهُم          الجودُ يفقر والإقدام قتّالُ

صدر المقال في عنكاوا كوم



******************************************



سيدني استراليا 2014


المسيحيون في بلاد الرافدين، تاريخ عريق ومستقبل غامض

عادل دنو

عنوان كتاب أخّذ يدفع السامع الى الغوص للبحث عنه والتحليق لقراءة ما بين دفتيه، ولكن للذي لا يعرف فان الكتاب صدر باللغة الفرنسية كتبه البروفيسور افرام عيسى يوسف الاستاذ والباحث الذي اصدر ثلاثة عشر كتابا ترجم اغلبها الى لغات عدة منها التركية والعربية. 

كتور افرام هو احد ابناء
شعبنا الغيورين الذين لم يتوانوا يوما من ان يجدوا فرصا بعد اخرى محاولين ايصال نكبات شعبنا التي مر بها على مدى تاريخه الى العالم. 
نسوق هذه المقدمة لان اتيحت لنا الفرصة الرائعة على تفقدتا  ملتقى سيدني الثقافي مساء الثلاثاء السادس من ايار 2014  وعلى قاعة "لانتانا" في سيدني ان نجلس وجها لوجه مع عملاق اخر من بني جلدتنا البروفيسور الدكتور افرام عيسى يوسف الذي حضر من فرنسا ليتحفنا بخلاصة تاريخية في وضع المسيحيين في بلاد الرافدين وليتحدث عن تاريخهم العريق وليخلص الى الحاضر البائس. 

  بعد ان رحب به مقدم ومدير اللقاء الاستاذ مدحت البازي معّرفا اياه على الحضور الذي غصت القاعة به، قال الدكتور افرام انه كان يتمنى ان يرى سيدني ويلتقي بمعارفه واقاربه وان يتحدث الى مثقفي شعبه ويتحاور معهم في شؤون وشجون شعبنا.
 
وابتدأ محاضرته بتسمية حضارة شعبنا بالعريقة وجاب في اصولها واصول تواجد المسيحيين في بلاد الرافدين وكيف انتشرت المسيحية في الامبراطورية الرومانية بادئ ذي بدء ثم المناطق المتحضرة والمتأثرة  بالثقافة الإغريقية المتواجدة في بلدان الشرق. ومن هذه المناطق، مدن ناطقة بالسريانية كانت فيها منافسة قوية بين اللغة الاغريقية وبين اللغة السريانية الحديثة. 
ومن اشهر هذه المدن: اورفا او "اورهاي" التي كانت لغتها سريانية ولكنها خاضعة للسلطة الرومانية، رغم ذلك كانت تتمتع بإدارة ذاتية نوعا ما ويحكمها ملوكها.

 لقد كان المسيح مواطنا خاضعا للدولة الرومانية. أصله من بني يهود تكلم الآرامية. ان السريانية هي فرع من الآرامية التي انتشرت في بلاد النهرين العليا وفي مناطق الرها وديار بكر وماردين والجزيرة وغيرها.


وبانتشار المسيحية في هذه الاصقاع الشرقية، وصلت الى مدينة ساليق وقطيسفون التي اصبحت حاضرة البلاد المسيحية في الشرق ومقرا للبطريركية الشرقية.
 جاء الساسانيون الفرس من الشرق واسسوا دولتهم منذ القرن الثالث للميلاد، وفي القرن الرابع سمحت الامبراطورية الرومانية للديانة المسيحية بالانتشار والازدهار في ربوعها، مما جعل الفرس يكنون العداء والكره للمسيحيين في بقاعهم وشرعوا اضطهادهم شر اضطهاد منذ شابور الثاني الذي دشن الاضطهاد الأول ودام 40 عاما.


الا انه رغم الاضطهاد فقد انتشرت المسيحية في الدولة الساسانيىة، وبانتشارها ظهرت الاجتهادات والبدع والجدالات العنيفة حول كيان المسيح وطبيعته. واجتمع اباء الكنائس في 431 في مجمع افسس  ناقشوا فيه طبيعة المسيح، لجمع المختلفين .. وكان ان ركزت كنيسة المشرق واعطت اهمية كبيره لجانب المسيح الانسان. ثم انفصل وابتعد مسيحيو الشرق عن مسيحيي الغرب. ورغم الصعوبات والمشاكل الكثيرة الا ان كنيسة المشرق تمكنت من تأسيس مؤسسات وابرشيات ومراكز ثقافية. اذ فكر اباء الشرق ان الاحتفاظ بالمسيحية ونشرها يتم عن طريق التعليم لذا اشتهرت مدارس كثيرة منها "نصيبين" بفضل مار افرام السرياني، فأصبحت مدرسة جامعية يتلقى فيها الطالب اللاهوت والعلوم والطب والفلسفة،  مما حدا بالرومان والفرس ان يبعثوا بطلبتهم اليها للدراسة وتعلم الكثير فيها.

واكد الدكتور افرام انه حضّر مؤتمرا حول موضوع اساتذة مدرسة الرها ومؤتمرا اخرا حول موضوع تاريخ هذه المدرسة العريقة. 
وحدث انهيار في الامبراطوريتين  في نهاية القرن السادس الميلادي بسبب الحروب لمدة طويلة حتى سيطر هرقل على قسم من بلاد النهرين مما سبب في ضعف الساسانيين. وحدث ان استولى العرب المسلمون القادمون من الجزيرة العربية على العراق في القرن االسابع وهزموا الفرس ثم الرومان. واعتقد رؤساء الكنيسة انه ربما يكون هؤلاء في صالحهم بسبب ما رأت الكنيسة وابنائها من اضطهاد وما عانوه من عذاب. 

ولكن خاب املهم
في بداية الحكم الاموي فرض الخليفة عبد الملك بن مروان الذي بدأ خلافته عام 685 الضريبة على المسيحيين. ثم  الخليفة عمر الذي حكم للفترة 717- 720 فرض نظاما سمي بنظام "الذمّي" المقصود به اليهود والمسيحيين الذين يعيشون تحت الحكم الاسلامي وصارت هذه مثل كابوس جاثم فوق رؤوس المسيحيين في الشرق حتى يوم انهيار الدولة العثمانية. وكان نظام الذمي يؤدي الى ان يكون المسيحي مواطن من درجة ثانية وخاضع دائما للمسلم، ويدفع الجزية.          
اما  الخليفة يزيد الثاني فقد فرض على المسيحيين ان يلبسوا اشارات وملابس خاصة لكيما يُعرفوا في خروجهم من البيت وتجوالهم.


اما العباسيون (750- 1258) فقد كانوا اكثر انفتاحا من الامويين وبعدما قام ابو جعفر المنصور ببناء بغداد عام 762 ونقل عاصمته اليها اهتم بالعمران واستتباب الامن وجلب الى بغداد الطبيب كيوركيس بن بختيشوع ليصبح طبيب الخليفة  لمدة طويلة. وفي عهد الخلافة العباسية اهتم الخلفاء ببناء مؤسسات واهتموا بالفلسفة والفكر والعلوم، وبما ان العرب لم يكن لديهم اسسا في العلوم ولم يكن لديهم اطباء وفلاسفة فكان التساؤل كيف تدخل علوم ذلك العصر الى الدولة؟ لم يكن غير السريان من يُعول عليهم لاستقدام هذه العلوم وترجمتها الى العربية سواء من الاغريقية او من السريانية، وبرعوا في الترجمة واستحداث المصطلحات والمفردات المفهومة من قبل العرب.
ويؤكد كتاب مثل ابن القفطي وابن النديم وابن ابي اصيبعة ان الفكر والحضارة والفلسفة دخلت من باب الفلاسفة السريان ولم تكن بشكل مفاجئ.


في ظل هذه الظروف وجد المسيحيون هدوءا وازدهارا واتسعت الكنيسة واتجهت نحو الشرق متوغلة في ايران وافغانستان حتى وصلت الصين. وتأسست في كل هذه البقاع ابرشيات، وقد وصل عدد الابرشيات في القرن الثاني عشر الى 250 ابرشية ممتدة على كل الشرق واسيا. وحسب الدارسين فان المسيحية في الشرق صارت تقابل المسيحية في الغرب. واكتسب البطريرك اهمية كبيرة وكان مقره في بغداد واراد العباسيون ان يكون بمثابة خليفة للمسيحيين.


لم يدم الامر طويلا فان مجيء المتوكل (847- 862) صار مندفعا لمهاجمة ومحاربة الفلاسفة والمفكرين لأنه كان ينتمي الى الطريقة الاشعرية، لذا فقد حارب المعتزلة. اما السريان فقد مروا بصعوبات جمة ، وكأنهم مصدر للتطور الفكري والفلسفي الذي لم يتوافق مع آرائهم، فعاد الخليفة ليفرض لبس الاشارات والملابس الخاصة على المسيحيين لتمييزهم،
وبعد سنوات مريرة عاشها المسيحيون في ظل الحكم المتشدد استطاع الطبيب المسيحي يوحنا بن ماسويه ان يتدخل لدى الخليفة ليرفع الحيف وتلك الاضطهادات والتمييز.

اضاف الدكتور افرام الفترات التاريخية الاخرى التي لم تخل من الاضطهادات. وعقب قائلا: لقد قدم السلاجقة في بداية القرن 11 عشر واستولوا على الحكم في العراق بسبب ضعف الخلافة وأصبح الخليفة تحت رحمة السلطان السلجوقي، حينها دخلت البلاد في الثقافة السلجوقية التركية وكان همهم توسيع سيطرتهم ولذا لم يكن وجودهم مؤثرا كبيرا في موضوع اضطهاد المسيحيين. وتبع السلاجقة حكم المغول وكانوا قبائل صغيرة في اواسط اسيا توحدت في عصر جنكيزخان الذي وجههم لاحتلال معظم الشرق، وبدخولهم بغداد بقيادة هولاكو  عام 1268 قتلوا الخليفة العباسي واجتاحوا بلاد الشام. لم يترك المغول بغداد مدينة سالمة، بل حطموها واحرقوا ونهبوا وعاثوا الفساد فيها بلا تمييز بين عقيدة او دين وطالبوا البطريرك مكيخا البقاء في مقره في بغداد لان زوجة هولاكو دوقس خاتون كانت مسيحية. كانت الامور تسير بهذا الاتجاه المتسامح نوعا ما الى ان جاء الى الحكم قازان المغولي عام 1304 الذي جعل من الاسلام الدين الرسمي للمغوليين، عندها بدأت المسيحية بالتراجع وواجهت الاهمال رغم ان احد بطاركتها هو مار يوآلاها الثالث كان مغوليا.

 
بدأت فترة اخرى ، عاش فيها المسيحيون تحت نير واضطهاد، وكان ذلك في عهد الحكم العثماني حتى سقوط الدولة في مطلع القرن العشرين. فرض السلطان  العثماني هو ايضا "النظام الذمي" واسس نظاما سياسيا جديدا هو "نظام الملة" وجعل من كل رئيس كنيسة رئيس مليا. وفي العادة المتبعة، أصبح البطريرك مسؤولا امام السلطات عن جمع الضرائب ورفض الارادات المناهضة للسياسة العثماني. وعمل السلطين بهذا النظام للسيطرة على جميع الملل والنحل التي كانت تعيش تحت سيطرتهم وذلك  بسبب كرههم للأحزاب وتشكيلات سياسية أخرى.


عمل السلاطين العثمانيون على اقامة علاقات مع الغرب فاتفقوا مع الفرنسيين والانكليز على تمتين العلاقات التجارية وبناء مراكز تجارية في كل انحاء الدولة العثمانية. وعندما دخل الغرب تجاريا في الدولة العثمانية، دخل مع التجار ارساليات دينية لأغراض عديدة. ففي عام 1623 استقر الرهبان الاوغسطينيون في البصرة للقيام بإعادة الهراطقة الى تعاليم المسيحية التي يؤمن بها الغرب وكذلك للتبشير. كما استقر الكبوشيون في بغداد عام 1628. اما الدومنيكان فقد استقروا في الموصل عام 1750 وفي مناطق كوردستان، واسسوا ارساليات في العمادية مثلا وفي اماكن اخرى. اسس الدومنيكان معهد مار يوحنا الحبيب عام 1856 في الموصل لنشر الثقافة واللغة الفرنسية ولإعداد الكهنة الكاثوليك.
وبتأثير الارساليات والخلافات الداخلية قامت شريحة من كنيسة المشرق بإقامة علاقات مع كنيسة روما وأصبحوا كاثوليك واتخذوا اسما لهم وهو الكلدان وكان مقرهم في ديار بكر. بعد عقود عادت الكنيسة الكلدانية الى أصلها النسطوري واستقرت في قوجانس في ولاية هكاري. وبسبب هذه الانقسامات والظروف المعقدة اصبحت الكنيسة ضعيفة الى ان حصل  وانقسام اخر عام 1830 بين بطريركية "الموصل ـ القوش" وبطريركية قوجانس وبات مجددا الكنيسة الكلدانية بالأزهار، فنشطت حركة الكثلكة مرة أخرى. لكن تأرجحت العلاقات الكنيسة الكدانية مع روما صعودا وهبوطا. حضر البطريرك يوسف ادودو عام 1868 المجمع الفاتيكاني الاول وبسبب عدم موافقته على اقرار معصومية البابا وبسبب فكره وسياسته تجاه مسيحيي ملبار أصبح موقفه ضعيفا لدى الغرب. 


كان الاكرد اثناء الحكم العثماني يعيشون في منطقة واسعة من شمال بلاد النهرين وجنوب تركيا حاليا، وكان لهم دور كبير في انجاح العمليات العسكرية العثمانية ضد الدولة الصفوية. وبعد معركة جالديران عام 1515 واتصارهم على الفرس طالب الاكرد ان يكون لهم امارات تخضع للسلطة العثماني ولكن تتمتع بحكم ذاتي نوعا ما. وتشكلت خمسة امارات كرية منها امارة هكاري وكانت عاصمتها جولمرك وكان للمسيحيين في المنطقة نظام خاص، فكان بطريرك الكنيسة الشرقية هو الرئيس الديني والمدني في ان واحد، يحكم جماعته سياسيا وروحيا وكان يسمى بنظام "عشيرت". اما المسيحيون في مناطق أخرى من بلاد الرافدين فكانوا يخضعون لنظام "رايت".

 وعند قيام امارة بوتان بالتوسع، ارادوا التحالف مع المسيحيين في هكاري لمحاربة السلطان، لكنهم رفضوا ذلك فشن هؤلاء الحرب عليهم. 
اما الامارات الثلاثة الاخرى فهي امارة بهدينان مركزها  مدينة العمادية تنحدر من سلالة سيف الدين. اما الامارة الرابعة هي امارة سوران ، مركزها في راوندوز، ويذكر التاريخ ان اميرها ميره كور ذبح الايزيديين و بعض المسيحيين خصوصا في بلدة القوش العريقة. والامارة الاخيرة كانت  تحمل اسم بابان ومقرها كان مدينة السليمانية.

نحن المسيحيون عشنا مع الاقوام الكردية خمسة قرون، ونرى تشابه بعض اكلاتنا ورقصاتنا واغانينا وتراثنا مع تراث الاكرد. ولكن لم تخل المناطق من اعتداءات واضطهادات لأسباب عديدة.
 
ماذا جرى لنا نحن المسيحيين؟ حين قامت الحرب الكونية الاولى التي لم يكن لنا فيها لا ناقة ولا جمل، ولم نكن منافسين سياسيين لاحد، رغم ذلك صار لنا ضحايا بما يقدر عددهم بمائتي وخمسين ألف ضحية. فما ان بدأت الاضطهادات ضد الارمن حتى راح ابناء شعبنا ضحايا الغدر والخيانة ولاضطهاد الديني والعرقي. انتهت ابرشيات كثيرة بفعل المذابح فعلى سبيل المثال انتهت ابرشية سعرد وماردين ودياربكر ووان. وكانت هذه المناطق مشتركة يعيش فيها الارمن والكلدان والاشوريين والسريان
. في فترة الحرب العالمية  الاولى طالبت السلطات العثمانية من والي الموصل حيدر بك القضاء على المسيحيين في الموصل ولكنه تماطل وارجأ الاوامر لأنه كان يتلقى رشاوى كثيرة.

حاول ابناء الرافدين ان يكون لهم فرصة في مؤتمر السلام للمطالبة بالحقوق وبالتعويض مثل بقية الشعوب في المنطقة، فشاركت ستة وفون من شعبنا في هذا المؤتمر الى جانب الكرد. قام البطريرك الكلدان مار عمانوئيل الثاني بالسفر الى روما و باريس والتقى بالبابا وبرؤساء عديدين في اوربا وطالبهم بالوقوف مع مطالب المسيحيين. وتم اتخاذ قرار في معاهدة سيفرعام 1920 بانشاء دولة في الشمال وان تشمل مكانا للمسيحيين تضمن فيها حقوقهم.  ولكن للأسف لم يتم تنفيذ اي من هذه القرارات.

 
وعملت الحكومة العراقية الحديثة على اقناع الغرب والانكليز بانها تراعي مصالح الكرد والمسيحيين . ولكن ما ان اتيحت الفرصة لهم حتى قتل الجيش العراقي عددا كبيرا منهم في سميل عام 1933 وصارت ضمانة حقوقنا مأساة لنا. واستمر الدولة  بتهميش ابناء شعبنا حتى  مجيء حكم البعثين اذ قاموا بتأميم مدارسنا واستولوا على جامعة الحكمة اليسوعية واغلقوا الاكليريكيات وقادوا الكهنة الى الجيش للخدمة العسكرية. وحدثت بكارثة كبيرة عام 1976 حين قامت السلطة البعثية بتدمير وتحطيم 182 قرية مسيحية بكاملها في مناطق الشمال مما اضطر اهاليها الى الهجرة. وأحس المسيحيون بأنهم مواطنون من الدرجة الثانية.
هذا كان ماضي المسيحيين.
وقال الدكتور مضيفا انكم لم تاتوا الى هنا نتيجة جوعكم او لأنكم كنتم فقراء، بل لحفظ كرامتكم، انتم واباؤكم شعرتم بالإهانة. ان المآسي والحروب طعنت في شخصية المسيحي. وأدت هذه الى هجرة ثلاثة ارباع بني شعبنا من العراق بعد 2000 سنة من العطاء السخي الفاعل لبلاد النهرين. ساهمنا في حقل المعرفة والعلم والفلسفة، فصرنا اليوم غرباء.

كان هذا ختام حديث الدكتور افرام. وفتح مدير اللقاء الاستاذ مدحت البازي الباب للأسئلة التي اثارت بعضها اهتمام الباحث الاستاذ القدير الدكتور افرام واجاب عنها بمسرة.

 وفي الختام نسرد بصورة مختصرة بعض ما يفي بالتعرف على هذه الشخصية البارزة. ولد الدكتور افرام عام 1944 في سناط شمال زاخو ودخل معهد مار يوحنا الحبيب في الموصل. ثم سافر الى فرنسا ليدرس في قسم دراسة الحضارات القديمة في جامعة نيس كما درس لنيل شهادة دكتوراه ثانية في فلسفة القرون الوسطى، وعاد الى بغداد عام 1980 لغرض التعيين وتدريسي في الجامعة الا ان الاوضاع الغير المستقرة وظهور بوادر الحرب أدت الى ان يسافر ثانية الى فرنسا ليعمل مدرسا في جامعة تولوز الكاثوليكية لمادة الفلسفة العربية ومادة الحضارات. ثم درس في احدى جامعة باريس. وتعين مديرا للقسم الشرقي في دار نشر "لامارتان" احدى كبريات دور النشر في باريس.
له اسهامات كبيرة وكثيرة في تعريف العالم بقضايا شعبنا طوال تاريخه الطويل. فقد القى عشرات المحاضرات في مؤتمرات دولية تناولت تاريخ شعبنا وتراثه وفلاسفته واسهامة حضارته وخدمته للبشرية فكريا وثقافيا وعلميا.
 


مشرف على الامسية مدحت البازي







***************************************************************** وليد قاريو  



البروفسور افرام عيسى السناطي 



كل الامم تفتخر بأبنائها المتفوقين والعصاميين، ومع هاتان الصفتان تتخللهما صفة رائعة هي التواضع ونسيان الألقاب والشهادات والهدف هو العطاء
اذا تطرقنا للفلسفة والنشر والأدب والأستاذية وكذلك اللاهوت ودراسة الأديان. فلابد ان نتطرق الى علم من اعلامنا او قامة من قامات مجتمعنا ليست في سناط فحسب بل في عراقنا الحبيب وعلى المستوى 

الفرنسي أيضا.

فتجد شغله الشاغل هو البحث والتمحيص وطرق أبواب الفلسفة، ولا ننسى التاريخ. فقد أعاد لتاريخنا اعتباره وصحح ما اغفله الاخرون عنا عن تعمد واصرار مقصود والصاق كل المنجزات التي ترجمت في العصور العباسية بأنهم عرب فقط.


ان الدكتور افرام ووضع الثقافة السريانية هدفا لمؤلفاته، فإذا كنا قد درسنا في مراحل دراستنا من الابتدائية الى الجامعية بان دار الحكمة مليئة بكتب التاريخ والفلسفة والعلوم وقد ترجمها العرب من اللاتينية واليونانية الى العربية وتجهيل الاخر الذي كان له الفضل بذلك هو اجدادنا السريان. دكتور افرام كان مصرا وواضحا ليس في مجموعة كتبه الذي ألفها التي تزاد عن اثنا عشر مؤلفا بل تجده يقارع في المحافل الدولية واصراره بان شريحة كبيرة من مجتمعنا قد غيبت عن عمد وهم اجدادنا السريان وتنويره لشريحة مثقفة في هذه المحافل، انهم هم من قاموا بهذه التراجم ولولاهم لما كان لدار الحكمة في زمن الخليفة المأمون أية قيمة تذكر او حتى اي اعتبار في مسار التاريخ.


افرام عيسى وضع الخطوط العريضة لتراثنا السرياني وألقى الضوء في منظمات دولية على هذه الشريحة المغيبة والتي اعتبرها الكثير بأنهم عرب. وميز لهم بانهم لحسن إتقانهم العربية واللاتينية وكذلك اليونانية استطاعوا لتنوير العصر وحتى وصل تنويرهم الى أوربا التي كانت تقاسي من فترات مظلمة كالحة.
كم يكون التاريخ ظالما عندما يكتب بانتصار الظالمين و بدماء المظلومين عن طريق تهميش النخب والمميزين.
كل ما التقي بأخي وصديقي افرام بعد غياب طويل اساله ما هذه الغيبة الطويلة ؟
يجيبك بكل بساطة :
انه على وشك الانتهاء من إصدار كتابه الجديد.


شغله الكبير هو تقديم وجهة نظر شعبنا لدى المحافل الدولية والرسمية.
عندما دعي الى المعهد الكردي في باريس، التقى مع رئيسة بلدية باريس السيدة هيدالكو وقبل ان يهديها كتابه شرح لها ماسي شعبنا ومعاناته في وطنه والاساليب المتوحشة التي أخرجته من دياره .
كما كان لقائه مع صحف فرنسية مشهورة مثل لا فيكارو لينقل وجهة نظر شعبنا المسيحي.
كم نحن فخورون بأمثال الدكتور افرام.


فهو سفيرنا وناطق باسمنا لينقل همومنا الى محافل اصحاب القرار وليسمع الاخرون ما نقاسيه من ظلم وخيبات امل. كم نحن في حاجة الى امثاله ليتكلم باسم الأغلبية الصامتة ويعيد الأمور الى نصابها من هرطقات التاريخ.
تحية خالصة لافرام عيسى وهو يعد كتابا جديدا لتشريح الالم كطبيب ماهر يأبى الا ان يعطي العلاج الناجع لشفاء من يقوم بتزوير التاريخ وتهميش أصلاء الوطن.
 
وليد كاريو .....باريس      موقع فيسبوك
Walid Kario
Haut du formulaire
·  ·  
******************************************************************************* 
وليد قاريو

في يونسكو... باريس


في الطابق السابع من مبنى المنظمة العالمية للثقافة والتربية والعلوم، كان لقائي مع عملاق الثقافة السريانية لتناول الغداء البروفسور افرام عيسى يوسف في هذه المنظمة العريقة التي تهتم بثقافات الشعوب قاطبة. 
كان حديثا شيقا لمواضيع شتى وأخصها بقضايا شعبنا وتراثه الذي أراد الكثير من المؤرخين ووعاظ السلاطين تغيير مساره وتشويه احداثه وإرغامه على الانصهار في ثقافات عدة وطأة وادي الرافدين، ولكنها فشلت واندحر مبرمجيها وتراجعوا لصلابة هذا التراث الذي يشهد له وطننا وادي الرافدين من سهول بابل الى جبال أشور، ومتاحف العالم لم تكن الوحيدة على هذه الاصالة بل كل بقعة من وطننا يوما بعد يوم توحي بأرض اجدادنا وتؤكد انتسابنا الى هذه الحضارة .

تبادلنا الأسماء التي شوهت بعرباتها الثلاث المثقلة بالمغالطة وبتفريق ابنائنا وهي: "الآشوريون الكلدان السريان" وكأننا بيدنا نحفر خنادقنا بمعاولهم. أعطيت وانتهت عمدا للقضاء على ما تبقى من حضارتنا، وكأننا لم نكتف بما يقوم به الارهابيون او دعاة جدد لسلب حضارتنا لتنسيبها اليهم وذلك لخفوت أصواتنا او لنقل لانعدامها للمطالبة والاصرار على فضح هذه الادعاءات. 
كان الحديث ايضا ان يكون لنا اسما واحدا كما هو حال كافة شعوب الارض فقلت.
 
 ان الثقافة السريانية لها الكثير من المفردات فما بال محدثي من ذلك؟
 نمحي هذه العربات الثلاثة ًونستبدلها ب "سورايي" لان لغتنا القومية هي "السورث" كما هو حال الشعب الفرنسي ولغته الفرنسية والإنكليزي ولغته الانكليزية فنحن سورايي وهذا يشمل كافة المسيحيين الذين ينتمون الى هذه الارض وهي ممتدة من جبال شمال العراق وتتوازى مع النهرين العظيمين وتنحدر الى سهول بابل لتعانق أراضي شنعار. 
اليس من المعيب ان نكون ايضا كالأخرين، ان نستحضر التاريخ بماسيه واضطراباته. و يجب ان نعطيهم درسا بذلك ؟
تقبلوا تحياتي
وليد قاريو
عام 2015    صدر المقال في مقع فيسبوك

**************


كتب العزيز افرام اكثر من اربع عشر عنوانا مهما يشرح فيها تراثنا الرافديني ويسافر بنا في احدى كتبه الذي أنهيته يوم امس من جبال شمال العراق وهو يتابع سير النهرين العظيمين
كأنه عرف ماافضله من هدايا فعند لقائي به كان قد جهز لي احد كتبه المترجمة للعربية وهو ملحمة دجلة والفرات
فرحت كثيرا بهذه الهدية القيمة التي نفقدها هذه الأيام فقد حلت مكان الكتب التي كنا نبتاعها على ارصفة الشوارع في مدننا الكبيرة بغداد والموصل وكنا نبحث عن كل المراجع في المكتبات العامة ولكن مع الأسف اليوم اقتصرت قراءتنا على الشبكة والنت
ان للبروفسور افرام اكثر من اربع عشر عنوانا ومترجم من اللغة الفرنسية الى لغات عدة منها العربية والتركية
عوده الى هديته لي بعنوان ملحمة دجلة والفرات ويسهب بأسلوب رائع كيف ان ملك اوروك حاول ان يكون خالدا وينتهي الكتاب بمعانقة دجلة للفرات كعاشقان افترقا على ضفاف بغداد ليتعانقا بشوق في الكرمة وليولد شط العراق ومنفذه المائي المطل على الخليج
كتاب أسعدت كثيرا بقراءته وابعدني لفترة عن النت
وإذا يسمح القرّاء ارغب بتوضيح هذه النقطة :
اننا نكتب ونتابع معكم الكثير من الأمور ولكن لايكفي التعليق بكلمات مختصرة فنحن نكتب لكم نريد منكم النقد البناء والملاحظات التي تغني المقال ووجهات نظركم ايضا
فليس عيبا أبدا ان نبديء راينا وان ننقد نقدا بناءا مايكتبه الاخرون وقد نكون مخطئين او على صواب ولكن تبقى ملاحظاتكم هي محط انتباهنا
ارجوا قراءة معمقة لكافة المواضيع وإبداء الراي والاختلاف هو سمة التحضر
تقبلوا تحياتي

14  1  2016
وليد قريو

******************************************************

******

قد وضح الاخ الكثير من الالتباس والمفاهيم الخاطئة التي كنا ندرسها في مراحل دراستنا المختلفة
البروفسور افرام في كتابه هذا قد ألقى الضوء على اجدادنا السريان وأكد ان لهم الفضل الكبير بتقدم الحضارتين العربية والغربية فكانوا كجسر لعبور الحضارة الإغريقية الى الشرق العربي منه الى الغرب
لقد اهملت الكتب المدرسية بكافة مراحلها عن قصد وتهميش مكون مهم من المجتمع العراقي وكانهم قد ألغوا فصلا كاملا عن حياة ومنشأ اجدادهم السريان فقد تعلمنا ان العرب هم وحدهم من قام بهذه التراجم وهم من اخترع الصفر والكيمياء والفلسفة ووو ولم ينصفوا هذه الشريحة المهمة من عصور النهضة التي قام بها هولاء الجهابذة اضافة الى ماكانوا يقومون به من ترجمة فكانوا ايضا يشغلون مناصب مهمة في الدولة الأموية والعباسية الى عصور متاخرة كانت لغتنا السريانية لغة الدواوين والدولة قبل ان تنهال عليها اللغة العربية بتهميشها وجعلتها مهملة وقد ساهمنا نحن ايضا بتهميشها وذلك لغلبة الثقافة العربية والقيام بصهرها
المتتبع والباحث في حقول اللغات السامية سيجد ان العديد من الكلمات السريانية قد دخلت القواميس العربية لابل ان قواعد اللغة العربية مشتقة من لغتنا السريانية هذه
د. افرام اثبت في كتابه هذا ان شعبنا المسيحي ماهو الا من اصل واحد وهو قد اجاب بطريقة ذكية بأننا مهما اختلفت اسماءنا وديارنا وتشتتنا في الغربة سنبقى من اصل واحد وهو السريان ولغتنا السريانية مهما تعددت مسمياتها وتسيست عن طريق من له مصلحة بتفتيتنا وتقزيمنا
اخيرا انه ليملاني الفخر والاعتزاز ان يكون لنا خبير لبحث عن تراثنا ويزيل الأتربة المتراكمة عن عمد ويضيء الطريق أمامنا والأجيال القادمة وخاصة ان هذه الكتب اخذة طريقا الى الترجمة ليقرأوها ابناءنا في المهجر وليزيد فخرا بأننا بناة حضارة رغم التهميش المتعمد للكثير من بلدان العربية ولكن تبقى اصولنا ممتدة الى جذورها تروي
الكثير من الاراضي وتثمر ايضا
وليد قريو
14  1  2016 باريس





 شهادة تقديرية مع وسام من رئيس جمهورية العراق   


**********************************************


لقلاء مع رجال الدين المسلمين في زاخو، اقليم كردستان العراق








ا