مقال صدر في مديرية الثقافة والفنون السريانية وفي موقع
عشتار
خصوصيات حضارة وادي الرافدين
استضافت المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية
في الساعة السابعة من يوم الخميس 10 أيار الجاري البروفيسور الدكتور افرام عيسى
يوسف في محاضرة حملت عنوان (خصوصيات حضارة وادي الرافدين)، على قاعة متحف التراث
السرياني بعنكاوا.
بداية، رحب الدكتور سعدي المالح المدير العام للثقافة
والفنون السريانية بالحاضرين مثمنا تواصلهم مع نشاطات المديرية، ثم قدم الضيف
البروفيسور افرام عيسى القادم من فرنسا مضيفا: لقد استغلينا فرصة تواجد الدكتور
عيسى في الوطن للمرة الثانية ليقدم لنا هذه المحاضرة القيمة التي اختار لها
موضوعاً مهماً (حضارة وادي الرافدين).
بدوره شكر البروفيسور عيسى جهود المديرية العامة
وخاصة فيما يتعلق بترجمة وإصدار كتابه (ملحمة دجلة والفرات) الى السريانية منوها
الى انه اول كتاب له يترجم الى السريانية، وما سيلاقيه من ترحاب بين مثقفي فرنسا
لشغفهم باللغة السريانية، وعن موضوع المحاضرة قال الدكتورافرام عيسى: ان حضارة
وادي الرافدين غنية عن الشرح، وهي كأي حضارة اخرى مبنية على 7 أسس: اولها المدينة
فبدونها لا حضارة، والدولة مع قوانينها، ثم المهن مثل الفلاحة والتجارة وغيرها،
وصولا الى الكتابة، والتجارة، والصناعة، واخيرا الموقع الجغرافي، هذا الموقع الذي
يعتبر من خصوصيات بلاد الرافدين كونها حضارة نمت وازدهرت بين نهري دجلة والفرات.
اما عن مميزات حضارة وادي الرافدين فلقد اشار الى
انها حضارة مبدعة منذ بداية نشأتها، فلقد اخترعت الكتابة – الثورة الانسانية الأولى
وصناعة الخزف والزجاج، وأبدعت في مجال العلم والرياضيات، فالانسان الرافديني تمكن
من اكتشاف بعض من معالم الكون كالنجوم وربطها بالحياة اليومية كمعرفة المواسم، وهو
اول من قسم الوقت الى ليل ونهار، وتقسيمهما الى ساعات ودقائق وحتى الى ثواني، كذلك
اهتمامه بالموسيقى والفن والغناء والنحت والرسم، وصولا الى القانون وما شريعة
حمورابي المسطرة على مسلة إلا شاهد على هذا ألاهتمام فضلا عن الاهتمام بالتراث
والطبيعة فمكتبة اشور بانيبال احتوت اكثر من خمسين الف لوحة طينية
وأوضح بأن هناك خصوصية تميزت بها حضارة وادي الرافدين
لم تشهدها غيرها من الحضارات وهي انفتاحها امام الشعوب والأقوام المحيطة كالحيثيين
والكيشيين والميديين، على عكس الحضارات الأخرى في المنطقة التي كانت منغلقة،
فصدَّرت لهم الكتابة والمعرفة واستوردت لغاتهم وآلهتهم ولم تحتقر اي دين. وبسبب
هذا الغنى شهدت هذه المنطقة الكثير من الاحتلالات في تاريخها الحضاري.
بعدها شارك الحضور بعدد من المداخلات القيمة حيث
اغنوا المحاضرة بأسئلتهم التي أجاب عليها البروفيسور عيسى بإسهاب وسعة
صدر.
يشار إلى ان الدكتور افرام عيسى هو من مواليد سناط
سنة 1944.
درس في قريته ثم في الموصل على يد الآباء الدومنيكان،
سافر إلى فرنسا عام 1974 حيث اكمل دراسته في جامعة نيس مختصا في الحضارات القديمة
والفلسفة، حصل على الدكتوراه فيها عام 1980، فضلا عن شهادة اخرى في الفلسفة، يحاضر
منذ عام 1995 في عدد من الجامعات الفرنسية، ويعمل حاليا رئيسا لقسم الشرق الأوسط
في دار لامارتان للنشر الشهيرة.
لديه العديد من الكتب والمؤلفات بالفرنسية وقسم منها
مترجم الى العربية والتركية والسريانية.