(الفلاسفة والمترجمون
السريان)
------------------------
(الفلاسفة والمترجمون السريان)
د. أفرام عيسى يوسف
----------------------------------------
محمد عيد الخربوطلي
---------------------------------------------------------------------
يروي المؤلف في الكتاب حياة الفلاسفة السريان الذين عاشوا في سورية وبلاد الرافدين، وبين إبداعاتهم من القرن الثاني إلى القرن الرابع عشر الميلادي في قضايا الفلسفة الكبرى، وفتحهم لأبواب الفلسفة اليونانية على مصراعيها لكل شعوب الشرق، هؤلاء الفلاسفة الذين ترجموا التراث اليوناني والكتب الفلسفية الهامة لأرسطو وأفلاطون وجالينوس إلى اللغة السريانية ثم إلى العربية حيث ازدهرت العلوم الفلسفية في العالم .
(الفلاسفة والمترجمون السريان)
د. أفرام عيسى يوسف
----------------------------------------
محمد عيد الخربوطلي
---------------------------------------------------------------------
يروي المؤلف في الكتاب حياة الفلاسفة السريان الذين عاشوا في سورية وبلاد الرافدين، وبين إبداعاتهم من القرن الثاني إلى القرن الرابع عشر الميلادي في قضايا الفلسفة الكبرى، وفتحهم لأبواب الفلسفة اليونانية على مصراعيها لكل شعوب الشرق، هؤلاء الفلاسفة الذين ترجموا التراث اليوناني والكتب الفلسفية الهامة لأرسطو وأفلاطون وجالينوس إلى اللغة السريانية ثم إلى العربية حيث ازدهرت العلوم الفلسفية في العالم .
لعربي، ومن ثم عبرت إلى الغرب وبدأ عصر النهضة
ـ المؤلف د. أفرام عيسى يوسف، بروفيسور ومؤرخ عراقي
الأصل، أرخ لحضارات بلاد الرافدين مؤلفات عديدة صدرت بالفرنسية، ويعتبر من
الشخصيات العراقية البارزة في الحقل الثقافي الفرنسي، ولد في قرية (سناط) التابعة
لمدينة (زاخو) عام 1944 في محافظة (دهوك) شمال العراق، أتم دراسته الإعدادية في
الموصل، انتقل بعدها إلى لندن، ومنها بدأت رحلة الغربة
حصل على شهادة الدكتوراه في الحضارات القديمة من جامعة (نيس) ودكتوراه في الفلسفة من جامعة (تولوز)، وعلَّم فيها سنين عديدة، استقر في باريس منذ عام 1992 معلماً ومحاضراً في معاهدها ومراكزها العلمية وجامعاتها، ومنذ (15) سنة يعمل مديراً لقسم الشرق الأوسط والمغرب العربي في دار (رماتان) إحدى كبريات دور النشر الفرنسية، كذلك هو أحد الأعضاء المؤسسين لمجمع الدراسات السريانية في باريس، وعضو في إدارة تحرير مجلة الدراسات السريانية، وعضو في اتحاد الكتاب الفرانكوفوتية الناطقين بالفرنسية، له مؤلفات وأبحاث عديدة بالفرنسية، تُرجم بعضها للعربية والتركية، ومن مؤلفاته (عطور الصبا في سناط، بلاد الرافدين، جنة الأيام الخوالي، ملحمة دجلة والفرات، المؤرخون السريان، إزهار الفلسفة عند السريان، أزمنة في بلاد الرافدين، المؤرخون السريان يتكلمون عن الحروب الصليبية، المدن الساطعة في بلاد الرافدين العليا، الفلاسفة والمترجمون السريان)، وهو الكتاب الذي سنتحدث عنه وقد ترجمه للعربية شمعون كوسا، وصدر عن دار المدن بدمشق 2009
ـ لمحة عن بعض مؤلفاته
ـ المؤرخون السريان يتكلمون عن الحروب الصليبية، تحدث فيه عن السريان الذين كانوا موجودين في بداية الحملات الصليبية في ق11م، والذين رأوا وعاشوا تلك الحملات التي تجسدت بتسع حروب، وكتبوا عنها بلغتهم السريانية أكثر حيادية مما قدمه المؤرخون الآخرون، ومنهم ميخائيل الكبير والرهاوي المجهول وابن العبري، وعندما صدر الكتاب بالفرنسية اهتم به الفرنسيون وعدوه أفضل كتاب صدر في عامه
ـ المدن الساطعة في بلاد الرافدين العليا، يروي فيه قصة ثماني مدن شبهها بثمانية نجوم سماوية سقطت في منطقة واسعة في بلاد ما بين النهرين العليا، أربع منها هي اليوم في تركيا (الرها ونصيبين وماردين وديار بكر)، ومن الجهة الشرقية في العراق (أربيل وكركوك والسليمانية ودهوك)، كلها كانت مدناً ثقافية
ـ عطور الصبا في سناط، أصدره عام 1993، تحدث فيه عن قرية في محافظة دهوك شمالي العراق عند الحدود العراقية التركية، وعن مأساة هذه القرية التي بقرار من الحكومة العراقية عام 1976 حذفت من الوجود وتهدمت مع (182) قرية كلدانية أزيلت كلها، كما تحدث عن الحياة اليومية في تلك القرية وعن عاداتها وتقاليدها في كل شيء
ـ ملحمة دجلة والفرات، تحدث فيه عن حضارة بلاد الرافدين والتي هي طبقات حضارية، بدأت بالسومريين من الألف الرابع قبل الميلاد إلى الألف الثالث قبل الميلاد، وهم رواد الحضارة حيث اخترعوا الكتابة والعلوم والفنون، ثم تحدث فيه عن الأكاديين الذين جاءوا بعدهم في الألف الثالث قبل الميلاد وأسسوا إمبراطورية واسعة في العراق فانتشرت اللغة الأكادية بحيث استخدمها بعدئذ الأشوريون والكلدانيين وأصبحت لغة الشرق الأوسط، ثم حكم الأشوريون في بداية الألف الثانية قبل الميلاد وكانت نينوى عاصمتهم، ثم غزاهم الميديون فسقطت نينوى وهدمت، ثم ذكر حكم البابليين وملكهم حمورابي الذي تميز بشريعته، تحدث بعد ذلك عن الكلدان وحكمهم واستخدامهم للغة الأكدية مع اللغة الآرامية، ويؤكد في كتابه هذا أن حضارات بلاد الرافدين تشكلت في حلقات عديدة (سومرية وأكادية وأشورية وبابلية وكلدانية)، هذه الحضارات التي تناغمت وانتظمت وجعلت بلاد الرافدين مهداً وأرضية خصبة للحضارات، ترجم هذا الكتاب للعربية ومنها للسريانية الحديثة
ـ الفلاسفة والمترجمون السريان
قسَّم المؤلف كتابه هذا إلى تمهيد ومقدمة وستة أقسام وخاتمة، وجعل كل قسم عدة فصول، ثم أتبعه بملحق ذكر فيه أسماء فلاسفة الإغريق الذين ترجم الفلاسفة السريان أعمالهم وشرحوها
ـ التمهيد.. .ذكر فيه أصل السريان فقال هم من صلب الشعوب الشرقية العريقة، وكانوا شعباً واحداً بتاريخه وثقافته ولغته، وفي القرن الخامس الميلادي انقسموا إلى طائفتين (النساطرة) وهم السريان الشرقيون، واستقروا في بلاد ما بين النهرين وفي إيران، و(اليعاقبة) السريان الغربيون، وسكنوا في سورية وفي أعالي بلاد ما بين النهرين بالإضافة إلى الموارنة في لبنان، ثم تكلم عن اللغة السريانية التي هي لهجة من لهجات اللغة الآرامية وبين تطورها وازدهارها، ثم ذكر حروفها الصامتة المشتقة من اللغة الفينيقية، وذكر أن السريان اعتنقوا الديانة المسيحية التي انتشرت في مناطق أعالي بلاد ما بين النهرين منذ نهاية القرن الأول الميلادي بفضل المبشرَين (آدي وماري)، وازدهرت هذه الديانة بين التجار اليهود، وامتد انتشارها منذ القرن الثاني الميلادي لتصبح قرابة سنة 205م الديانة الرسمية للملك (أبجر الثامن) ملك مدينة الرها المعروفة حيث كانت اللغة السريانية سائدة في ربوعها، وأدى اعتناق هذه الديانة إلى القيام بالترجمات الأولى للأناجيل إلى اللغة السريانية وظهور كتاب (تاطيانوس) المعروف باسم (الديانيسارون)، ثم ذكر ما تعرض له السريان من هجمات الرومان والفرس وغيرهم
ـ المقدمة: ذكر فيها علاقة السريان بالإغريق، فقد استطاع سريان بلاد ما بين النهرين وسورية بناء التراث الفلسفي بكل أناة، فقد حاولوا من القرن الثاني ولغاية القرن الرابع عشر الميلادي إيجاد حلول للمشكلات الكبرى المتعلقة في مجالات الفلسفة والعقائد الدينة، لذلك صوبوا أنظارهم إلى الوراء، نحو بلاد الإغريق الذهبية التي كانت قد قطعت شوطاً كبيراً في تطور العلوم الفلسفية، واخترعت طريقة التفكير المنطقي، وأنشأت أسس حضارة كبيرة، وهكذا فقد قام السريان بإرواء عطشهم الفكري عبر الانتهال من ينابيع العبقرية الإغريقية، فقد كانوا يدركون بأن هدف العالم يتمثل في التطور والرقي
وأكد أن السريان كانوا يريدون الوصول إلى تعميق التراث الإغريقي للعصور القديمة، وذلك استناداً إلى حكمة المفكرين القدماء، فاستطاعوا خلال حقبة زمنية مبكرة عن طريق مدارسهم (أنطاكية ـ نصيبين ـ الرها...) الحصول على الأعمال الفلسفية والعلمية الإغريقية، وبدؤوا بتعليم مبادئ علم المنطق المرتكز على أفكار أرسطو الفلسفية، والتي استخدمت أسلوب التأويل في تفسير النصوص الدينية
لقد فتح العلماء السريان صفحات المُؤلف المشهور (أورغانون) وهو ستة كتب في المنطق لأرسطو (322-348ق.م) كما لو كانوا يفتحون خزانة من الخشب الثمين، حيث استطاعوا من خلاله نشر عبق عطور الأرض البعيدة المشعة بالعقل الحكيم، كذلك نقلوا من اللغة الإغريقية إلى اللغة السريانية بعض الأعمال المهمة التي حررها الطبيب الفيلسوف من مدينة بيرغام جالينوس (131-201م)، وهكذا فقد ثم نقل الكثير من الكتب الفلسفية الإغريقية إلى الحضارة العربية عن طريق المفكرين المسيحيين السريان الذين لعبوا دور المترجمين والمفسرين الذين عملوا ضمن حاشية الخلفاء العباسيين في بغداد، وأشهرهم على الإطلاق حنين بن إسحاق (808-873م)
ثم تابع المؤلف في المقدمة انتشار الثقافة الإغريقية ونهضة مدارسها، مثل أكاديمية أفلاطون، ومدرسة أرسطو، والمدرسة الأبيقورية، والرواقية والرواقية الجديدة، والأفلاطونية الجديدة، ويذكر أهم أعلام كل مدرسة
ـ القسم الأول: ثم تبدأ فصول الكتاب.. فيدخل بالقارئ إلى القسم الأول ليعرفه على الفلاسفة السريان في الإمبراطورية الرومانية الشرقية، فيذكر الرواقي (مارا) السرياني بن سرابيون والذي أصله من مدينة سميساط عاصمة مملكة كوماجين الواقعة على سلسلة جبال طورس شمال سورية ونهر الفرات، ويعرج على ذكر رسالته إلى ابنه ساربيون بعدما سجن على أيدي الرومان، ويؤكد أن رسالته هذه تعد مأثرة أدبية كتبت من داخل السجن، وفيها يوصي ابنه بالمثابرة على الدراسة والبحث عن الحكمة والإصرار على العمل والصبر، كما يؤكد فيها أهمية التربية والثقافة.
ثم يمر القارئ على (برديصان) وهو من مدينة الرها (ت 222م)، وكان قد عاش ضمن حاشية الملك أبجر الثامن، بعدما تلقى ثقافة هيلينية إغريقية متينة واطلع على الفلسفة الرواقية السائدة في ذلك العصر، وقد كتب عنه المؤرخ أوسابيوس القيصري 341م سيرة ذاتية موجزة ضمن كتابه (التاريخ الكنسي) وأشاد فيه بكفاءته في علم الفلك وبمعرفته الواسعة للغتين السريانية واليونانية، وعندما ضم الإمبراطور كاركلا مدينة الرها إلى إمبراطوريته وجعلها مستعمرة رومانية في سنة 213م رحل برديصان إلى أرمينا
ومما يذكر أن المستشرق كورطون اكتشف في عام 1845 مخطوط كتاب شرائع البلدان لبرديصان وهو في ثلاثين ورقة كتب في 7 ق.م، وقد ناقش د. أفرام في كتابه أفكاره بتفصيل
يعرج المؤلف بالقارئ بعد ذلك على (هيباس) المترجم (ت بعد سنة 457م)، فيذكر قصة افتتاح مدرسة الرها المنحازةة إلى الفلسفة الأرسطوطالية وتطورها وازدهارها، والتي فيها درس هيباس ومنحها نهضتها المهمة، يتنقل المؤلف بعد ذلك بالقارئ من حكيم إلى حكيم ومن فيلسوف إلى آخر، ففي كتابه وفي كل فصل من فصوله باقة من أعلام السريان، فبعد هيباس يحدثنا عن (بروبا) الحكيم الذي عاش في القرن الخامس والسادس الميلادي، وهو الذي ترجم كتاب إيساغوجي للفيلسوف فرفوريوس إلى السريانية ثم شرحه، كذلك ترجم كتاب القياس في المنطق لأرسطو ووضع له شرحاً، ثم ينقلنا إلى وردة أخرى من باقته فيذكر سرجيوس الرأسيغي، هذا السوري الذي (ت بعد سنة 536م) كان كرسول آت من بعيد، وكان طبيباً فيلسوفاً نشأ في مدينة رأس العين ودرس ونهل من رحيق الكتب الإغريقية، حتى استطاع سحب خيط الفلسفة الحساس والرفيع بين يديه وحمّله بأجمل الرسائل التي وجهها إلى أصدقائه السريان، وتعلم سرجيوس لبعض الوقت في الإسكندرية حيث حضر دروس الفيلسوف أقونيوس ت517م، ومن جملة مؤلفاته بعض المخطوطات المحفوظة اليوم في متحف لندن وهي في المنطق ورقمها 14658
ـ القسم الثاني.. .ثم ينتقل بنا إلى القسم الثاني ويعرفنا على فصوله الأربعة، فيطلعنا في الفصل الأول على مدرسة نصيبين، وعلى فرساي ت504م، والمولود قريباً من مدينة دهوك، درس تسع سنوات في مدرسة عين دولبا، وبعدما علا نجمه وذاع صيته كثرت تلاميذه حتى أن تلاميذ الرها ترددوا إليه، وكان قد زيّن رفوف المدرسة بمؤلفاته وكتاباته العديدة التي فقد معظمها، ثم يعرفنا في الفصل الثاني على المدارس الكبرى في شرق بلاد ما بين النهرين مثل مدرسة ديرقوني وسلوق وجنديسابور والحيرة وأربيل ومدرسة قرية كشكر وباشوش ودير ماربثيون في بغداد، بالإضافة إلى عدة مدارس أخرى،
وفي الفصل الثالث يعرفنا على بولس الفارس الفيلسوف
السرياني الذي عاش أيام كسرى أنوشروان، وأهداه تفسيره لأرسطو الذي كتبه
بالسريانية، أما في الفصل الرابع فيتحدث عن أحّوقيه الذي عاش في ق6.م، وترك أكثر
من عشرة مؤلفات فلسفية.
ـ القسم الثالث.. بعد ذلك يُدخل القارئ إلى القسم الثالث والذي بعنوان الفلاسفة السريان في عهد الخلفاء الأمويين فيعرفه على فصوله الخمسة، فيطلعه في الفصل الأول على ساويرا سابوخت ت667م، المولود في نصيبين مدينة الألف حديقة، ثم درس في دير قنشرين الفلسفة والرياضيات والعلوم الكنسية، كما تعمق في دراسة اللغات السريانية والإغريقية والفارسية، وانتهى به الأمر أسقفاً للدير نفسه، كما شهد فتح العرب لبلاده حتى أرمينيا، ومن مؤلفاته نسخة من مخطوط يتحدث فيه عن الأسطرلاب محفوظ في مدينة برلين، وقد قام فرانسوانا الفرنسي بطبعه ونشره عام 1899
أما في الفصل الثاني فيحدثنا عن أثناسيوس البلدي وجورج أسقف العرب، وقد عرف أثناسيوس بمجموعته التي ترجمها من اليونانية إلى السريانية، أما جورج ت 724م فقد كان أسقفاً لأبرشية عاقولا (قريبة من الكوفة) وترك عدة مؤلفات وترجمات، بعضها ما زال محفوظاً إلى اليوم في المتحف البريطاني، وفي الفصل الثالث يحدثنا عن يعقوب الرهاوي ت708م، فعرفنا أنه كان فيلسوفاً ومؤرخاً ونحوياً، وقد اشتهر بتفسيره للكتاب المقدس، بالإضافة إلى تاريخه الكبير ومواعظه ومراسلاته، وآخر كتاب ألفه (هكساميرون) وهو على شكل حوار بينه وبين أحد تلامذته، أما الفصل الرابع فخصصه لـ دورس بركوني الذي عرف من أعلام ق7.م، وهو من الذين كرسوا حياتهم للدراسة فترك عدة مؤلفات أهمها كتاب (السكوليين) ومنه نسخة محفوظة اليوم في مدينة أورميا ونسخة أخرى في مدينة القوش، كما يوجد بعض القطع منه في كمبردج وبرلين، وفي الفصل الخامس عرفنا على خانيشوع ت693م، المعروف بغزارة علمه وشغفه بالفلسفة، لكن غيرة البعض وحسدهم لنجاحه أوصلته إلى غياهب السجن ثم النفي إلى دير يونان قرب الموصل، لكنه خلَّف سبعاً أربعين عملاً متنوعاً في المواعظ والرسائل والأحكام القانونية
ـ القسم الرابع: بعدما تنسمنا مع المؤلف رحيق أزهار الرابع، يأخذ بنا إلى رياض القسم الرابع (الفلاسفة السريان في عهد العباسيين)، حيث تحدث عن دور المسيحيين في قيامهم بكثير من أعمال الدولة، بالإضافة إلى ممارستهم الطب والترجمة، ثم يذكر لنا باقة من أعلام المترجمين السريان الذين ترجموا الكثير خلال الخلافة العباسية، فتحدث عن جبريائيل بختيشوع ت826م، وعبديشوع بن بهريز، ويوحنا بن ماسويه ت857م، وسلمويه بن نبهان ت840م، وابن نعيمة الحمصي، لكنه توسع في سردسيرة حنين بن إسحاق ت873م، وذكر ما ألفه وترجمه من كتب، وإسحاق بن حنين ت910، الذي أدرك العصر الذهبي للترجمة، وكان مثقفاً موهوباً أنيقاً، ثم ذكر حُبيش وعدي بن يحيى، بعد ذلك ينتقل بنا إلى العالم المنطقي متى بن يونس ت940م، الذي ترك لنا ترجمات برع فيها كما ترك عدة شروحات، ويحيى بن عدي الحكيم ت974م، والذي أصله من تكريت، ثم يذكر عين بن زرعة المولود سنة 943م، وكان طبيباً منطقياً، وينهي القسم الرابع بأبي الخير الحسن بن سوار المولود سنة 942م، وبابن الطيب ت1043م.
ـ القسم الخامس: بعدما أنهى جولته على أزهار باقة القسم الرابع يأخذ المؤلف بيد القارئ ليعرفه على بعض فلاسفة السريان ومترجمهم في عهد المغول فيعرفه على ابن العبري الفيلسوف واللاهوتي ت1286م، وعبديشوع الصوباوي الذي عرف فيلسوفاً وقانونياً ت1318م.
ـ القسم السادس: ثم ينهي المؤلف كتابه بالقسم السادس وفيه يحلق بالقارئ نحو الشرق فيعرفه عن امتداد الفلسفة والثقافة السريانية في الهند وآسيا الوسطى (مرو، سمرقند، القبائل التركية المغولية، والصين، كما يحلق بالقارئ أيضاً نحو الغرب فيطلعه كيف وصلت ثقافة السريان إلى الأندلس وإيطاليا الجنوبية وصقلية.
وأخيراً.. إن ما ذكرتُه يعدّ إضاءة بسيطة على كتاب لا يستغني عنه باحث في تاريخ السريان والشرق والمنطقة عموماً، فهو يعطينا معلومات مهمة عن فلاسفة من السريان قاموا بجهود جبارة في ترجمة كتب الإغريق للغة العربية في أوج حضارتهم، ومنها نُقلت للغرب بعدما هذبوها ونقحوها وأضافوا إليها الكثير، فكان لهم السبق في كل ذلك.
الكتاب ـ الفلاسفة والمترجمون السريان
تأليف ـ د. أفرام عيسى يوسف
ترجمة ـ شمعون كوسا
ـ القسم الثالث.. بعد ذلك يُدخل القارئ إلى القسم الثالث والذي بعنوان الفلاسفة السريان في عهد الخلفاء الأمويين فيعرفه على فصوله الخمسة، فيطلعه في الفصل الأول على ساويرا سابوخت ت667م، المولود في نصيبين مدينة الألف حديقة، ثم درس في دير قنشرين الفلسفة والرياضيات والعلوم الكنسية، كما تعمق في دراسة اللغات السريانية والإغريقية والفارسية، وانتهى به الأمر أسقفاً للدير نفسه، كما شهد فتح العرب لبلاده حتى أرمينيا، ومن مؤلفاته نسخة من مخطوط يتحدث فيه عن الأسطرلاب محفوظ في مدينة برلين، وقد قام فرانسوانا الفرنسي بطبعه ونشره عام 1899
أما في الفصل الثاني فيحدثنا عن أثناسيوس البلدي وجورج أسقف العرب، وقد عرف أثناسيوس بمجموعته التي ترجمها من اليونانية إلى السريانية، أما جورج ت 724م فقد كان أسقفاً لأبرشية عاقولا (قريبة من الكوفة) وترك عدة مؤلفات وترجمات، بعضها ما زال محفوظاً إلى اليوم في المتحف البريطاني، وفي الفصل الثالث يحدثنا عن يعقوب الرهاوي ت708م، فعرفنا أنه كان فيلسوفاً ومؤرخاً ونحوياً، وقد اشتهر بتفسيره للكتاب المقدس، بالإضافة إلى تاريخه الكبير ومواعظه ومراسلاته، وآخر كتاب ألفه (هكساميرون) وهو على شكل حوار بينه وبين أحد تلامذته، أما الفصل الرابع فخصصه لـ دورس بركوني الذي عرف من أعلام ق7.م، وهو من الذين كرسوا حياتهم للدراسة فترك عدة مؤلفات أهمها كتاب (السكوليين) ومنه نسخة محفوظة اليوم في مدينة أورميا ونسخة أخرى في مدينة القوش، كما يوجد بعض القطع منه في كمبردج وبرلين، وفي الفصل الخامس عرفنا على خانيشوع ت693م، المعروف بغزارة علمه وشغفه بالفلسفة، لكن غيرة البعض وحسدهم لنجاحه أوصلته إلى غياهب السجن ثم النفي إلى دير يونان قرب الموصل، لكنه خلَّف سبعاً أربعين عملاً متنوعاً في المواعظ والرسائل والأحكام القانونية
ـ القسم الرابع: بعدما تنسمنا مع المؤلف رحيق أزهار الرابع، يأخذ بنا إلى رياض القسم الرابع (الفلاسفة السريان في عهد العباسيين)، حيث تحدث عن دور المسيحيين في قيامهم بكثير من أعمال الدولة، بالإضافة إلى ممارستهم الطب والترجمة، ثم يذكر لنا باقة من أعلام المترجمين السريان الذين ترجموا الكثير خلال الخلافة العباسية، فتحدث عن جبريائيل بختيشوع ت826م، وعبديشوع بن بهريز، ويوحنا بن ماسويه ت857م، وسلمويه بن نبهان ت840م، وابن نعيمة الحمصي، لكنه توسع في سردسيرة حنين بن إسحاق ت873م، وذكر ما ألفه وترجمه من كتب، وإسحاق بن حنين ت910، الذي أدرك العصر الذهبي للترجمة، وكان مثقفاً موهوباً أنيقاً، ثم ذكر حُبيش وعدي بن يحيى، بعد ذلك ينتقل بنا إلى العالم المنطقي متى بن يونس ت940م، الذي ترك لنا ترجمات برع فيها كما ترك عدة شروحات، ويحيى بن عدي الحكيم ت974م، والذي أصله من تكريت، ثم يذكر عين بن زرعة المولود سنة 943م، وكان طبيباً منطقياً، وينهي القسم الرابع بأبي الخير الحسن بن سوار المولود سنة 942م، وبابن الطيب ت1043م.
ـ القسم الخامس: بعدما أنهى جولته على أزهار باقة القسم الرابع يأخذ المؤلف بيد القارئ ليعرفه على بعض فلاسفة السريان ومترجمهم في عهد المغول فيعرفه على ابن العبري الفيلسوف واللاهوتي ت1286م، وعبديشوع الصوباوي الذي عرف فيلسوفاً وقانونياً ت1318م.
ـ القسم السادس: ثم ينهي المؤلف كتابه بالقسم السادس وفيه يحلق بالقارئ نحو الشرق فيعرفه عن امتداد الفلسفة والثقافة السريانية في الهند وآسيا الوسطى (مرو، سمرقند، القبائل التركية المغولية، والصين، كما يحلق بالقارئ أيضاً نحو الغرب فيطلعه كيف وصلت ثقافة السريان إلى الأندلس وإيطاليا الجنوبية وصقلية.
وأخيراً.. إن ما ذكرتُه يعدّ إضاءة بسيطة على كتاب لا يستغني عنه باحث في تاريخ السريان والشرق والمنطقة عموماً، فهو يعطينا معلومات مهمة عن فلاسفة من السريان قاموا بجهود جبارة في ترجمة كتب الإغريق للغة العربية في أوج حضارتهم، ومنها نُقلت للغرب بعدما هذبوها ونقحوها وأضافوا إليها الكثير، فكان لهم السبق في كل ذلك.
الكتاب ـ الفلاسفة والمترجمون السريان
تأليف ـ د. أفرام عيسى يوسف
ترجمة ـ شمعون كوسا