كتب الصديق إسكندر بيقاشا مقالا في
عنكاوا كوم حول كتابي الذي صدرت ترجمته بالعربية تحت اسم «تاريخ بلاد
الرافين". وعبّر عن شعوره بعد قراءة الكتاب. انها مبادرة جميلة لان أبناء شعبنا
والعراقيين بصورة خاصة لم يتطرقوا إعلاميا الا العدد القليل. اما كتّاب العرب
وخصوصا المصريون والسوريون واللبنانيون، كتبوا وقيموا معظم مؤلفاتي. للجميع الشكر
الجزيل.
هوذا مقال: افرام عيسى يوسف
كتاب تاريخ بلاد الرافدين . . . يقربك من ملوك الرافدين
العظام
الدكتور افرام عيسى شخصية غنية عن التعريف بالنسبة للكثير من القراء فهو الباحث والمؤرخ وهو المتابع المعاصر لقضايا شعبنا ومشاكله الحالية. ليس لنا الكثير من المثقفين والأكاديميين الذين يهتمون بالشأن القومي لكن الدكتور افرام هو كذلك حقا. فقد ألف الكثير من الكتب خاصة بلغة البلد الذي يعيش فيه فرنسا وساهم كثيرا في تعريف الفرنسيين وشعوب أخرى بتاريخ وادي الرافدين واوضاع شعبنا الكلداني/الاشوري/السرياني المعاصر.
الكثير من مؤلفاته ترجمت الى لغات أخرى مثل الانكليزية والتركية والعربية (يؤسف ان ليست فيه ترجمة سريانية) ومنها الكتاب الذي قرأته واحاول ان أقدمه لكم. إسم الكتاب هو تاريخ بلاد الرافدين المترجم من الاصل الفرنسي الاصلي Les (figures illustres de la Mésopotamie) هذا الكتاب يتحدث عن تاريخ وادي الرافدين منذ عصر دويلات سومر الى سقوط الدولة الكلدانية. وقد ترجمه فخري العباسي بإقتدار ونشرته دار الحوار ويتكون من ١١ فصلا في ٢٦٩ من الحجم المتوسط.
يبدأ المؤلف افرام عيسى سرد التاريخ كقصة عامة والتي تشتمل على مجموعة قصص قصيرة. فلكل ملك قصة وكل مدينة قصة ومن مجموع هذه القصص تتكون قصة حضارة وادي الرافدين، عندما يتناول احدى القصص الصغيرة يجذبك اليها ويجعلك تتشوق لمعرف حوادثها ونتائجها حتى ان تنتهي. وهنا يبدأ قصة اخرى ببداية مؤثرة يأسرك الى احداثها وشخوصها مرة اخرى.
مدن ما بين النهرين مدن تعج بالحياة وشوارعها نشيطة وصاخبة وحتى اطلالها تبدو حية وان كانت حزينة نوعا ما. اما ملوكها وملكاتها فهم اباء وامهات لهم احاسيس وعواطف يغضبون ويحبون ولهم لحظات قوة وضعف وخوف بالضبط مثلنا نحن باقي البشر. هذه هي أقرب الى الحقيقة والواقع الذي عاشه ملوك ذلك الزمان الذين فهم كانوا من لحم ودم وليسوا ابطال حديديين كما تصور بعض كتب التاريخ الجامدة.
يحاول الكاتب ان يركز على الفعل الحضاري لملوك وادي الرافدين والابتعاد قدر الامكان عن بشاعة الحروب التي تصورها بعض نقوشهم التي كانت من اجل رفع الروح المعنوية وارهاب الاعداء. فملك لكش اوروكاجينا هو المدافع عن الضعفاء، شولجي هو ملك اور الموسيقي، كوديا هو ملك البناء، نرام سين الملك الثائر على الالهة، حمورابي ملك القانون، سنحاريب هو المعماري المبدع، آشور بانيبال هو الملك المتعلم ونبوخذ نصر المشيد الذي لا يعرف الارهاق.
يكرز الدكتور افرام أحد فصول كتاب في الحديث عن النساء الشهيرات التي لعبت دورا هاما على المسرح السياسي في بلاد الرافدين. ومن بيت هذه السيدات الكاهنات الكبيرات اين ـ هيدو ـ انا ابنه الملك سرجون الأكدي الكاهنة الكبيرة للآلهة نانا و الكاهنة ادادا كوبي والدة ملك الكلدان نبونئيد. اما اشهر النساء الاخريات فهي شميرامات زوجة الملك شمشي ادد وزاكوتو زوجة الملك الآشوري سنحاريب.
لكن الكتاب اثار عندي تساؤلين كبيرين اولهما هو موقع الجنائن المعلقة أحد عجائب الدنيا السبع المرتبط اسمها تاريخيا ببابل والتي لم يجد اثرا لها, حسب الكتاب, الملك سنحاريب بنى قصرا وبنى الحدائق الرائعة على شرفاته ورفع المياه لتسقيها بما يشبه الجنائن المعلقة. هنا يتساءل الدكتور افرام ان كان المؤرخين اليونانيين المتأخرين قد خلطوا بين بابل ونينوى.
اما التساؤل الثاني فهو الملكة شميرام , التي تقول "الأسطورة" انها ملكة حكمت الامبراطورية الاشورية وقادت المعارك حتى ان صديقا ارمنيا لي كان يكره الملكة شميرام لأنها قتلت ملكهم الانيق. لكن الكتاب يذكر ان شميرامات كانت امرأة قوية مارست الوصاية على ابنها ادد ـ نيراري في صغره. ويضيف ان شخصيتها القوية الهمت المؤرخين اليونان على تأليف اسطورة سمير اميس المشهورة.
خلاصة القول ان الكتاب يدمج بين متعة القراءة وحبكة الصياغة والنظر الى التاريخ بجوانب حضارية بالإضافة الى نقل انطباعات افرام عيسى الشخصية حيث يصف الكثير من المواقع التاريخية التي يتحدث عنها في زياراته لها. المأخذ الرئيسي على الكتاب هو ان الصور الاثنا عشر المرفقة غير واضحة المعالم ويحسب بالتأكيد على دار النشر.
الدكتور افرام عيسى شخصية غنية عن التعريف بالنسبة للكثير من القراء فهو الباحث والمؤرخ وهو المتابع المعاصر لقضايا شعبنا ومشاكله الحالية. ليس لنا الكثير من المثقفين والأكاديميين الذين يهتمون بالشأن القومي لكن الدكتور افرام هو كذلك حقا. فقد ألف الكثير من الكتب خاصة بلغة البلد الذي يعيش فيه فرنسا وساهم كثيرا في تعريف الفرنسيين وشعوب أخرى بتاريخ وادي الرافدين واوضاع شعبنا الكلداني/الاشوري/السرياني المعاصر.
الكثير من مؤلفاته ترجمت الى لغات أخرى مثل الانكليزية والتركية والعربية (يؤسف ان ليست فيه ترجمة سريانية) ومنها الكتاب الذي قرأته واحاول ان أقدمه لكم. إسم الكتاب هو تاريخ بلاد الرافدين المترجم من الاصل الفرنسي الاصلي Les (figures illustres de la Mésopotamie) هذا الكتاب يتحدث عن تاريخ وادي الرافدين منذ عصر دويلات سومر الى سقوط الدولة الكلدانية. وقد ترجمه فخري العباسي بإقتدار ونشرته دار الحوار ويتكون من ١١ فصلا في ٢٦٩ من الحجم المتوسط.
يبدأ المؤلف افرام عيسى سرد التاريخ كقصة عامة والتي تشتمل على مجموعة قصص قصيرة. فلكل ملك قصة وكل مدينة قصة ومن مجموع هذه القصص تتكون قصة حضارة وادي الرافدين، عندما يتناول احدى القصص الصغيرة يجذبك اليها ويجعلك تتشوق لمعرف حوادثها ونتائجها حتى ان تنتهي. وهنا يبدأ قصة اخرى ببداية مؤثرة يأسرك الى احداثها وشخوصها مرة اخرى.
مدن ما بين النهرين مدن تعج بالحياة وشوارعها نشيطة وصاخبة وحتى اطلالها تبدو حية وان كانت حزينة نوعا ما. اما ملوكها وملكاتها فهم اباء وامهات لهم احاسيس وعواطف يغضبون ويحبون ولهم لحظات قوة وضعف وخوف بالضبط مثلنا نحن باقي البشر. هذه هي أقرب الى الحقيقة والواقع الذي عاشه ملوك ذلك الزمان الذين فهم كانوا من لحم ودم وليسوا ابطال حديديين كما تصور بعض كتب التاريخ الجامدة.
يحاول الكاتب ان يركز على الفعل الحضاري لملوك وادي الرافدين والابتعاد قدر الامكان عن بشاعة الحروب التي تصورها بعض نقوشهم التي كانت من اجل رفع الروح المعنوية وارهاب الاعداء. فملك لكش اوروكاجينا هو المدافع عن الضعفاء، شولجي هو ملك اور الموسيقي، كوديا هو ملك البناء، نرام سين الملك الثائر على الالهة، حمورابي ملك القانون، سنحاريب هو المعماري المبدع، آشور بانيبال هو الملك المتعلم ونبوخذ نصر المشيد الذي لا يعرف الارهاق.
يكرز الدكتور افرام أحد فصول كتاب في الحديث عن النساء الشهيرات التي لعبت دورا هاما على المسرح السياسي في بلاد الرافدين. ومن بيت هذه السيدات الكاهنات الكبيرات اين ـ هيدو ـ انا ابنه الملك سرجون الأكدي الكاهنة الكبيرة للآلهة نانا و الكاهنة ادادا كوبي والدة ملك الكلدان نبونئيد. اما اشهر النساء الاخريات فهي شميرامات زوجة الملك شمشي ادد وزاكوتو زوجة الملك الآشوري سنحاريب.
لكن الكتاب اثار عندي تساؤلين كبيرين اولهما هو موقع الجنائن المعلقة أحد عجائب الدنيا السبع المرتبط اسمها تاريخيا ببابل والتي لم يجد اثرا لها, حسب الكتاب, الملك سنحاريب بنى قصرا وبنى الحدائق الرائعة على شرفاته ورفع المياه لتسقيها بما يشبه الجنائن المعلقة. هنا يتساءل الدكتور افرام ان كان المؤرخين اليونانيين المتأخرين قد خلطوا بين بابل ونينوى.
اما التساؤل الثاني فهو الملكة شميرام , التي تقول "الأسطورة" انها ملكة حكمت الامبراطورية الاشورية وقادت المعارك حتى ان صديقا ارمنيا لي كان يكره الملكة شميرام لأنها قتلت ملكهم الانيق. لكن الكتاب يذكر ان شميرامات كانت امرأة قوية مارست الوصاية على ابنها ادد ـ نيراري في صغره. ويضيف ان شخصيتها القوية الهمت المؤرخين اليونان على تأليف اسطورة سمير اميس المشهورة.
خلاصة القول ان الكتاب يدمج بين متعة القراءة وحبكة الصياغة والنظر الى التاريخ بجوانب حضارية بالإضافة الى نقل انطباعات افرام عيسى الشخصية حيث يصف الكثير من المواقع التاريخية التي يتحدث عنها في زياراته لها. المأخذ الرئيسي على الكتاب هو ان الصور الاثنا عشر المرفقة غير واضحة المعالم ويحسب بالتأكيد على دار النشر.